ودع المدرب البرتغالي مانويل جوزيه فريق الأهلي بصورة مخزية ولم يحصل علي هديته التي كان ينتظرها من اللاعبين بالتأهل إلي دوري المجموعات بكأس الكونفيدرالية الإفريقية بعد خروجه بركالات الترجيح أمام سانتوس في إياب دور الـ16 الذي أقيم علي ملعب كوكيروس بالعاصمة لواندا, وهو الخروج الثاني للفريق من المنافسات الإفريقية بعد خروجه الأول والمفاجئ أيضا علي يد كانو بيلارز النيجيري.
قدم الأهلي واحدة من أسوأ مبارياته علي الملاعب الإفريقية, إذ افتقد الفريق الفعالية الهجومية, كما عجز اللاعبون عن السيطرة علي خط الوسط منذ بداية اللقاء.
وتتحمل إدارة النادي جزءا مما جري في لواندا بعدما وافقت ودون تردد علي عرض الشباب السعودي باحتراف فلافيو, ولم تفكر ولو للحظة في إرجاء هذا الأمر لحين الانتهاء من المباراة, وبعثت بالعقد إلي فندق تروبيكو ليوقع عليه فلافيو, وهو ما تسبب في تشتيت فكر اللاعب وعدم مبالاته أو عدم انشغاله بما ستسفر عنه المباراة وهو خطأ وخطيئة ارتكبتها إدارة النادي في حق الفريق, خاصة في ظل النقص العددي وغياب عناصر مهمة سواء للإصابة أو للانضمام للمنتخب!
ويبدو أن أمر التأهل إلي دوري المجموعات لم يشغل كثيرا مانويل جوزيه نفسه الذي استكمل يومه الأخير في عقده مع النادي وظل في لواندا ليبدأ عمله الجديد مع المنتخب الأنجولي وعقد في العاشرة صباح أمس مؤتمرا صحفيا أعلن خلاله عقده مع الاتحاد الأنجولي وما يستطيع أن يقدمه للكرة الأنجولية.. وظل معه مساعده وذراعه الأيمن فيدالجو وكذلك فلافيو الذي انتهت علاقته بالأهلي وجلبيرتو الذي سينضم إلي معسكر منتخب بلاده تحت قيادة جوزيه, حيث لم يمكثا طويلا في الفندق بعد انتهاء المباراة بل وصلا إليه لأخذ حقائبهما والرحيل إلي حيث يريدان.. في حين غادرت بقية أفراد البعثة لواندا في الواحدة ظهر أمس الاثنين متجهة إلي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ثم إلي الخرطوم عاصمة السودان ومنها إلي القاهرة التي من المقرر الوصول إليها في الثانية والنصف صباح اليوم.
وقبل مغادرة لواندا وعقب انتهاء المباراة بدا الحزن والأسي علي كل أفراد البعثة, ليس بسبب النتيجة المهينة والخروج من البطولة فحسب, إنما كذلك للشكل العام للفريق الذي يعد في نظر كل أندية القارة فريقا يحمل سمات البطل.. وكان الأكثر حزنا وتأثرا الكابتن حسام البدري المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة الذي قال: إن اللاعبين تعاملوا مع المباراة بتهاون شديد وكأنهم في مران أو كأنهم ضمنوا التأهل لدوري المجموعات.. صحيح أن هناك عوامل أخري كثيرة أثرت في الأداء بشكل عام, ولكني لم أكن أتوقع أو أنتظر هذا المنظر السييء الذي لا يعبر عن اسم فريق كبير بحجم الأهلي, حيث بدا اللاعبون في حالة من عدم المبالاة والتراخي ولم يستطيعوا التحكم في المباراة حتي إنهم فشلوا في الخروج ولو بالخسارة بهدفين, ومن ثم التأهل, ولكن هذه هي كرة القدم.. تعطي غالبا من يستحق ونحن بكل صدق لا نستحق.. لقد سبق وحذرت اللاعبين من الاستناد إلي نتيجة مباراة الذهاب لأنها مجرد شوط واحد ولكن ظهروا في حالة من عدم التركيز طوال المباراة ولم يلتزموا بتعليمات الجهاز الفني وارتكبوا أخطاء ساذجة لا تليق بمن يرتدي الفانلة الحمراء.. أسفرت عن ثلاثة أهداف و
اللجوء إلي ركلات الترجيح, وهنا التوفيق والتركيز رجحا كفة الفريق الأنجولي ولا أملك إلا أن أقول رب ضارة نافعة وبالتأكيد باتت هناك فرصة حقيقية لمراجعة النفس وتقييم الأوضاع وإعادة ترتيب الأوراق بما يخدم الفريق في المرحلة المقبلة.